28 Jan 2016

خلال الكلمة الرئيسة لمؤتمر "الريادة في الرعاية الصحية" صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين تؤكد أهمية مواكبة منطقة الشرق الأوسط للتطور العالمي السريع في مجال الطب الشخصي لرفع مستوى الرعاية الصحية

المكتب الإعلامي لحكومة دبي - 28 يناير 2016 – أكدت حرم سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة مدينة دبي الطبية، أن التطور في مجال الرعاية الصحية من خلال ما بات يعرف بـ "الطب الشخصي"، والذي يتم من خلاله تصنيف المرضى على أساس توصيف العقاقير والتدخلات الطبية لكل حالة بصفة فردية بناءً على تقييم الطبيب لمدى استجابة الفرد للعلاج، سيكون له أثراً كبيراً في وصول العالم إلى حلول أكثر فاعلية في التعاطي مع الأمراض المختلفة بكفاءة عالية وتوفير رعاية صحية أكثر دقة وفعالية لرفع معدلات شفاء المرضى بتقديم الحلول

التي تناسب كل واحد منهم على حدى.
وأشارت سموّها إلى أهمية هذا النوع من الطب وقالت: "إن توصّل العلماء إلى فهم أعمق للتركيبة الجينية، واستيعاب أثر هذه التركيبة في تحديد مستوى صحة الأفراد، ومدى إمكانية تعرضهم لأمراض معينة، والكيفية التي تتحكم فيها التركيبة الجينية في مقدار استجابتنا للعلاجات والعقاقير، سيمكن أخصائيّ الرعاية الصحية من توفير وقاية أفضل وتشخيص أكثر دقة وعلاجات أكثر فعالية وسلامة بتكلفة منخفضة تجعلها في متناول الجميع."

جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسة التي ألقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، بحضور معالي عبد الرحمن محمد العويس وزير الصحة، والدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي لقطاع التعليم بمدينة دبي الطبية، والدكتور أزاد موبن، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بمجموعة أستر دي إم للرعاية الصحية، وعدد كبير من الخبراء والمتخصصين المعنيين بقطاع الرعاية الصحية في المنطقة والعالم، لافتتاح أعمال "منتدى الريادة في الرعاية الصحية" الذي انطلقت أعماله اليوم تحت رعاية سموّها ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي 2016 في دبي بمشاركة إقليمية وعالمية واسعة.

وشددت سمو رئيسة مجلس إدارة مدينة دبي الطبية في كلمتها على أهمية مواكبة التطور العالمي الحاصل في هذا المجال، وكذلك أكدت على أهمية إعداد الكوادر الوطنية القادرة على التعاطي مع متطلبات التطور السريع في مجال الطب الشخصي، بما في ذلك خريجي جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وذلك من خلال توفير الأدوات اللازمة وتهيئة المناخ العلمي الداعم الذي يمنحهم الفرصة كاملة لتحقيق الريادة في مجال علم الجينات للارتقاء بقدراتنا في مجال الطب الشخصي.
ولفتت سموها إلى أهمية تهيئة الأطر التنظيمية والبنى التحتية والأنظمة التقنية وتوفير التمويل اللازم والعناية بمجالات الأبحاث لإعداد جيل جديد من أخصائيي الطب السريري بغية تحقيق الريادة في هذا المجال.

وقد حرصت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين على زيارة معرض الصحة العربي، والذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة، والثاني من حيث الحجم والمساحة وعدد المشاركين على مستوى العالم، وتفقدت سموها خلال الزيارة، التي رافقها فيها معالي وزير الصحة، عدداً من الأجنحة العارضة في مقدمتها أجنحة وزارة الصحة حيث تعرفت سموها على الخدمات والحلول النوعية التي توفرها الوزارة في مجال العلاج والرعاية الصحية لاسيما التقنيات الذكية التي أصبحت تمثل طفرة كبيرة في هذا المجال، ومن أبرزها "الغرفة الذكية" التي توفر عرض ملف المريض والعلامات الحيوية إلكترونياً على شاشات ذكية وربط المعلومات تلقائياً بين الأجهزة الطبية وملف المريض الإلكتروني.

كما قامت سموّها بزيارة جناح "مدينة دبي الطبية" وشاهدت ما تعرضه خلال المعرض حيث كانت المدينة قد كشفت منذ أيام، ومع بداية معرض الصحة العربي، عن إطلاق قرية الرفاهية الصحية «وورلد كير» التي تعد الأكبر من نوعها على مستوى العالم وعلى مساحة تعادل 16 ملعب كرة قدم، وستقدم خدمات الاستشارات الطبية الإلكترونية عبر شبكة طبية عملاقة حول العالم ، وتفقدت سموها كذلك أجنحة عدد من الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في مجال توفير حلول الرعاية الصحية المتطورة ومن أبرزها "جنرال إلكتريك"، و"سيمنس" و"فيليبس".

ويركز مؤتمر الريادة في الرعاية الصحية، وهو أحد أهم المؤتمرات المتخصصة في هذا المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بصفة أساسية على آخر التطورات في الطب الشخصي وعلم الجينوم، ويسلط الضوء على أهم التطورات في مجال الحمض النووي وعلم الجينوم الجزيئي والبشري، إلى جانب التحديات والفرص المصاحبة للرعاية الصحية الشخصية للنهوض بنتائج علاج المرضى في المنطقة العربية.
وفي تعليق حول مزايا الرعاية الصحية الشخصية، قال الدكتور كيث ستيوارت، مدير مركز مايو كلينيك للطب الشخصي، "من خلال تخصيص عملية تشخيص كل مريض وعلاجه، نعمل على الارتقاء بالرعاية وإجراء تغيير شامل لأسلوب تلقي المرضى للعلاج. يمتاز الطب الدقيق بالفعّالية والدقة في التشخيص والعلاج والتوقع وتجنّب حدوث المرض في النهاية".

منصة متميزة

من جانبه قال الدكتور بيرند أونس أورج، رئيس منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في سيمنس للرعاية الصحية، "يُعد مؤتمر الريادة في الرعاية الصحية منصة متميّزة حيث يجمع روّاد الفكر وخبراء القطاع لمشاركة الاتجاهات الجديدة والفرص المثيرة والتطورات في مجال الرعاية الصحية ومناقشتها. وتفتخر شركة سيمنس للرعاية الصحية بأن تكون شريكًا هذا المؤتمر المرموق. وفي ظل البيئة المتغيّرة والتحديات التي نشهدها اليوم، تهدف سيمنس للرعاية الصحية إلى تمكين مزوّدي الرعاية الصحية حول العالم من النهوض بالنتائج الطبية من خلال زيادة الكفاءة التشغيلية بتكلفة أقل".

ويقدّم مؤتمر الريادة في الرعاية الصحية 2016 أيضًا مساهمات من جانب اللورد ستيفن كارتر، الرئيس التنفيذي لمجموعة إنفورما، المجموعة المنظمة لمعرض ومؤتمر الصحة العربي؛ والدكتور كيث ستيوارت، مدير مركز مايو كلينيك للطب الشخصي؛ والدكتورة باميلا د. بولك، رئيسة جون هوبكينز مديسن إنترناشيونال؛ وهومر بين، رئيس التقنية بأنظمة التصوير في فيليبس للرعاية الصحية؛ وشخصيات أخرى من روّاد الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم.

هذا ويمكن للمعنيين بالرعاية الصحية في الشرق الأوسط الآن الاستفادة من القوة المتزايدة لعلم الجينوم ونمو الطب الشخصي بفضل حصولهم على استعدادات أفضل تساعدهم في الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها وتوقع النتائج استنادًا إلى معلومات معقدة، بما في ذلك البيانات الوراثية. تناول مؤتمر الريادة في الرعاية الصحية التطورات في مجال الرعاية الصحية الشخصية، وتطبيقاتها على بعض المشكلات الملحة في الشرق الأوسط مثل مرض السكري والأمراض الوراثية والسرطان.

ويُذكر أن الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر الريادة في الرعاية الصحية عقدت في ختام معرض ومؤتمر الصحة العربي 2016، ثاني أضخم معرض ومؤتمر للرعاية الصحية على مستوى العالم وشارك فيه أربعة آلاف عارض واستقبل أكثر من 130 ألف متخصص في الرعاية الصحية يمثلون 163 بلداً.

-انتهى-