07 Nov 2015

صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا تتسلم جائزة جيجليو دي أورو تقديراً لإسهاماتها البارزة في مجال العمل الإنساني

تسلمت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، يوم أمس جائزة جيجليو دي أورو المرموقة لعام 2015. وتم ذلك خلال احتفال عُقد في مدينة فلورنسا الإيطالية، ومُنحت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا هذه الجائزة تقديرًا لإسهاماتها البارزة في المجال الإنساني.

ويذكر أن جائزة جيجليو دي أورو تمنح سنوياً من قبل مؤسسة جاليليو 2000 المتمركزة في إيطاليا، إلى الأفراد الذين يشاركون بإسهامات بارزة في مجالات السلام والموسيقى والفنون.

وفي الكلمة التي ألقتها بهذه المناسبة، أشادت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بصاحب السمو الشيخ محمد قائلة: "إن زوجي صاحب السمو الشيخ محمد هو من يستحق تسلم هذه الجائزة، ولولا دعمه وكرمه لم أكن لأتمكن من تحقيق ولو شيئاً بسيطاً مما قمت به.

يشرفني هذا التكريم للعمل الإنساني الذي أقوم به نيابةً عن صاحب السمو الشيخ محمد وعن الأمم المتحدة. وسوف أعتز بهذه الجائزة دائماً، ليس من قبيل التذكير لكل ما تم القيام به، ولكن كتذكير للجميع، بأنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به."

ويذكر أنه تم تكريم صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا على نطاق واسع لإسهاماتها في القضايا الإنسانية العالمية. حيث أنها وبصفتها سفيرة الأمم المتحدة للسلام، قد تفانت في العمل على نشر الوعي العالمي بالأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة، بما فيها هدف القضاء على الجوع والفقر المدقع. كما أن صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي وهي سفيرة سابقة لبرنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع.

وأشارت سموها في كلمتها أن دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي تقدم جهوداً عالمية في المجال الإنساني قائلةً: "القليل يعلم أن دولة الإمارات قد أصبحت في المرتبة الأولى من بين الجهات المانحة في العالم، حيث تُقدِّم الدولة سنوياُ ما مقداره 1.2 بالمائة من إجمالي دخلها القومي كمعونات خارجية لأكثر من 100 بلد، أي ما يعادل حوالي 5 مليار دولار، وذلك من دولة عدد سكانها 8 مليون نسمة فقط".

وأضافت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا أن المبادرات الإنسانية الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد تُعد مثالاً للمنهج الإبداعي المبتكر لتقديم المعونة. كما أبلغت الحضور بتأسيس صاحب السمو الشيخ محمد مؤخرًا لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والتي بدورها ستطلق البرنامج الإنمائي الأكبر والأكثر شمولاً في المنطقة العربية.

وفي حديث صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا حول الجهود الإنسانية العالمية، قالت إنه وعلى الرغم من إحراز التقدم البارز في محاربة الفقر والجوع والمرض، لا يزال هناك المزيد مما يتعين إنجازه، مشيرةً أن "السؤال هنا ليس هو ما الذي أجدنا فعله، ولكن كيف بإمكاننا أن نفعل المزيد ونحن نسابق الساعة الرملية للقضاء على الفقر والجوع والمرض؟"

وأعربت سموها عن تقديرها لإسهامات العاملين في مجال الإغاثة حول العالم، بحيث أشارت سموها إلى أن: "قائمة الأبطال الخاصة بي تتضمن العاملين في مجال الإغاثة في منظمة أطباء بلا حدود، وبرنامج الأغذية العالمي، والأفراد المشاركين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والصليب الأحمر، والهلال الأحمر، وغيرهم الكثير. فهم يعملون في ظروف صعبة دون تلقي ما يستحقونه من تقدير، بينما يستحق كل واحد منهم كل التقدير والاحترام والدعم."

وأثناء زيارتها إلى فلورنسا، ألقت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا كلمة في منتدى القمة العالمية "لعُمد المدن" المنعقدة يوم الخميس تحت شعار "الوحدة في التنوع". وشددت سموها على الأهمية البالغة لفكرة "الوحدة في التنوع" لتقدم المدن، وذلك بمشاركة الحضور ببعض العبر المستفادة من تجربة دبي، وتحديداً فيما يخص الطريقة التي استطاع حكام دبي من خلالها تحقيق رؤيتهم للموائمة والربط ما بين الناس وذلك في بيئة يحكمها شعار "الوحدة في التنوع".

وأردفت سموها قائلة: "تعود رؤية دبي للربط بين الناس إلى أوائل القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من أن السنوات الأخيرة شهدت تحولها من قرية صيد إلى واحدة من أكثر المدن حيوية في العالم، إلا أن بعض الأمور لم تتغير خلال قرنين من حكم عائلة آل مكتوم."

وأوضحت سمو الأميرة في القمة أن الإماراتيين يعملون في الدولة بجانب مزيج مذهل من الوافدين قوامه حوالي 200 جنسية مختلفة. فالمدينة يثريها التسامح الديني والعرقي، ويتيح لها جذب المواهب من شتى أنحاء العالم، بالإضافة إلى تناسق العمل.

وأضافت: "لقد أدرك آل مكتوم منذ البداية أن المستقبل يعتمد بشكل كبير على الأشخاص الذين مروا من دبي وأقاموا فيها، ويعتمد على الأشخاص الذين احتاجوا إلى الشعور بأنهم أحرار في تحقيق الازدهار والنجاح من دون مخاطر."

وقالت: "إن العالم مُتمثل في دبي، وأعتقد أن دبي، من نواح عدة، هي صورة مصغرة للعالم الحديث."

 

-انتهى-