25 Sep 2005

دبي: بعض الأسر الملكية العربية تمنح مزيداً من الحريات لنسائها

لا تشتهر العائلات الملكية في دول الخليج بالسعي لتمكين المرأة بين أفرادها. لكن الأسرة الحاكمة في دبي اتخذت بعض الخطوات الملحوظة في السير على هذا الدرب. فثلاثة من نساء هذه العائلة على الأقل ظهرن مؤخراً في فعاليات رياضية دولية، وهو أمر كان في الماضي في عداد المستحيلات. كانت أولاهن الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين، الزوجة الحسناء الجديدة لولي عهد دبي الشيخ محمد، بظهور صورها في صحف دبي بعد فوزها بسباق للفروسية في بريطانيا. فقد التقطت الصور لخريجة أكسفورد البالغة من العمر 30 سنة وهي بزي الفرسان تتسلم ميدالية الفوز بسباق غابة ثيتفورد للتحمل لمسافة 160 كم (100 ميل).

وقد مثّل هذا خروجاً ملفتاً عن التقاليد: فليس هناك صورة معروفة على الملأ لزوجة الشيخ الأولى، الشيخة هند. الأميرة هيا ليست جديدة على الظهور الإعلامي؛ فقد مثّلت الأردن في أولمبيات عام 2000. لكن المثير للاهتمام هو أن هذا الانفتاح بدأ أيضايسري إلى أفراد أسرة آل مكتوم. فقبيل فوز الأميرة هيا ببضعة أيام، أصبحت الشيخة مدية بنت حشر آل مكتوم أول امرأة من دولة الإمارات العربية المتحدة تشارك في سباق فروسية للتحمل حيث حلت في المرتبة الخامسة والعشرين في مسابقة جرت في ولاية إيداهو الأمريكية. وفي ذات الأسبوع، فازت الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم بأربع ميداليات ذهبية في بطولة الخليج للكاراتيه.

إن مثل هذه الحالات من الظهور تسلط الضوء على أزمة المرأة في أوساط المجتمع والأعمال وحتى السياسة في دول الخليج العربي ذات التاريخ المحافظ. لكن في الأماكن الأكثر تحرراً، مثل دبي والبحرين والكويت تمكنت النساء من أهل البلد أو الأجنبيات من شغل مناصب رفيعة في عالم الأعمال التجارية منذ سنين عدة. وسنشهد قريباً مسؤولات تنفيذيات عربيات من شركات مثل هيوليت- باكارد، بل ومن شركة أرامكو السعودية، وهي شركة النفط الحكومية في المملكة، يحضرن مؤتمر "نساء في سدة القيادة" الذي سيعقد في دبي. وجدير بالذكر أن المرأة العربية حصلت على حقوق سياسية محدودة في قطر والبحرين وعُمان.

وتعتبر الشيخة موزة، حرم أمير قطر، من أبرز وأهم الرافعات للواء حقوق المرأة. فقد كانت هي القوة المحركة وراء مشاريع عديدة، ومنها افتتاح جامعة كارنيج ميلون في قطر هذا الشهر، وهو حدث غير مسبوق من حيث احتوائها على فصول مختلطة للذكور والإناث. لكن تحرير المرأة ما زالت له حدود وقيود. فصحف دبي لم تنشر أي صور للشيختين ميثاء ومدية رغم ما أظهرتاه من شجاعة في الميدان العام. وفي المملكة العربية السعودية ما زالت النساء ممنوعات من قيادة السيارات، ومن المستبعد أن يعطى لهن حق التصويت في الانتخابات المحلية القادمة. وفي الكويت، يقتصر حق التصويت على الرجال. وتقاوم دولة الإمارات بشدة أي توجهات نحو الديموقراطية، ولا تزال وراثة العهد محصورة حتى الآن بين الذكور كلية.