أكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة سلطة مدينة دبي الطبية، أن إيجاد نظام ناجح للرعاية الصحية يراعي الاحتياجات الرئيسية للمرضى ويتمتع بالمقومات اللازمة لتحقيق نتائج إيجابية تعود بالفائدة على المجتمع، هو أمر مرهون في الأساس بمجموعة من العناصر المهمة في مقدمتها تطوير إستراتيجية فاعلة ومتكاملة ذات أهداف واضحة تدعمها الموارد المالية والبشرية الملائمة، علاوة على ضرورة اقترانها بالتخطيط السليم والعزيمة الصادقة التي تكفل تحقيق الأهداف المرجوة. جاء ذلك في الكلمة الرئيسية التي ألقتها صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "رواد الرعاية الصحية" والمُقام تحت رعاية سموّها في مركز دبي التجاري العالمي. هذا ويُعدُّ المؤتمر الأهم من نوعه في المنطقة، ويُعتبر الفعالية الأبرز ضمن فعاليات الدورة الأربعين لمعرض ومؤتمر الصحة العربي، ويناقش في هذا العام استراتيجيات تقديم الرعاية الصحية للمسنين في منطقة الشرق الأوسط.

وتطرقت سموّها في كلمتها إلى صعوبة إيجاد إجابات شافية للأسئلة العديدة التي تحيط بالموضوع محل اهتمام المؤتمر، وقالت: "إن صعوبة التعاطي مع كافة جوانب هذا الموضوع الحيوي لا يجب أن تثنينا عن السعي لإيجاد إجابات صائبة وتطوير حلول ناجعة، وكما يذكّرنا دائماً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن النجاح ليس بالمطلب سهل المنال، إذ يحتاج إلى الجد والعمل والاجتهاد للوصول إليه". وقالت سموّها: "لكي ننجح في إضفاء سمة الاستدامة على أنظمة الرعاية الصحية لدينا وضمان استمراريتها مستقبلاً، يتعيّن علينا أن نعي طبيعة التحدي الذي تواجهه أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية فيما يتعلق بالمسنين. ويجب ألا تكون نظرتنا مقصورة على المستقبل القريب، بل من الضروري أن تكون لدينا رؤية واضحة للصورة التي ينبغي أن تكون عليها تلك الأنظمة خلال العقود الثلاثة إلى الأربعة القادمة أيضاً". وأضافت سموّها: "يجب أن نتعاطى مع متطلبات واحتياجات المسنين بنظرة شاملة، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق من دون مشاركتهم المباشرة في تصميم وتقديم الخدمات التي تلبي احتياجاتهم. ولعلي أقول إن الوصف الأنسب لأسلوب الرعاية الصحية، التي تضع احتياجات المريض في قلب اهتمامها، هو "رؤية العالم من خلال عيون المرضى"، وبذلك فقط سنتأكد من نجاحنا في تصميم نظام يمكنه بحق أن يلبي احتياجاتهم من الرعاية الصحية".

وقد حضر افتتاح المؤتمر كل من معالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة، وسعادة عيسى الميدور، مدير عام هيئة الصحة في دبي، وسعادة رجاء القرق، نائب رئيس مجلس إدارة سلطة مدينة دبي الطبية، ولفيف من المسئولين كبار الشخصيات. كما يشارك في المؤتمر الدكتور سانجاي غوبتا، كبير المراسلين الطبيين في شبكة CNN الإخبارية العالمية، بصفته ضيف الشرف للمؤتمر هذا العام. إلى ذلك، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة سلطة مدينة دبي الطبية، بجولة تفقيدة في معرض الصحة العربي رافقها خلالها معالي وزير الصحة، وسعادة مدير عام هيئة الصحة في دبي، وسعادة رجاء القرق، والدكتور سانجاي غوبتا، حيث زارت سموّها أجنحة عدد من الجهات المشاركة في المعرض ومنها وزارة الصحة، وهيئة الصحة في دبي، ومدينة دبي الطبية، وشركات "سيمنز" و "دراجر" وغيرها من الأجنحة حيث تعرفت سموّها على خدمات وحلول الرعاية الصحية التي توفرها تلك الجهات وأبرز المستجدات في هذا المجال على الصعيد العالمي.

ويشارك في مؤتمر رواد الرعاية الصحية لعام 2015 نخبة من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال في مقدمتهم: اللورد ستيفن كارتر، الرئيس التنفيذي لمجموعة إنفورما؛ والبروفسور هيونج بونج تشا، رئيس الرابطة الدولية لعلم وطب الشيخوخة؛ والبروفسور توفيق بن أحمد خوجة، الطبيب الاستشاري في طب الأسرة والمدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون؛ والدكتور جان بيير ميشيل، رئيس جمعية طب الشيخوخة بالاتحاد الأوروبي؛ والدكتور فوزي عبد الله أمين، الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والمجتمع في جامعة الخليج العربي؛ وجروين تاس، الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس هيلثكير؛ إلى جانب عدد كبير من كبار الخبراء والمتخصصين في هذا المجال من مختلف أنحاء العالم. تجدر الإشارة إلى أن رواد الرعاية الصحية في الشرق الأوسط يواجهون ضغوطًا ناجمة عن الزيادة السكانية الكبيرة علاوة على أنماط التوزيع الديموغرافي للمسنين، إذ أدت تلك العوامل بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض غير المعدية إلى بروز تحديات جديدة تتطلب تطوير بنية تحتية قوية للرعاية الصحية يمكنها ضمان تقديم نوعية جيدة من الرعاية الصحية التي تتسم بالكفاءة والفعالية لجميع السكان. ويناقش رواد مجال الرعاية الصحية الاستراتيجيات الكفيلة بضمان نمو الرعاية الصحية وطرق دمج رعاية المسنين في نظام الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، فضلاً عن  دور المجتمع ككل فيما يتعلق بتوفير الرعايةالصحية للمسنين

-انتهى-