27 Aug 2014

صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا تفتتح بطولة العالم للفروسية للعام 2014 في نورماندي، فرنسا

السيد مانويل فالس، رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الفرنسية؛

السيد لوران بوفيه، رئيس اللجنة المنظمة؛

معالي الوزراء؛

العمدة برونو؛

السيدات والسادة الضيوف الكرام؛

المتنافسون؛

أنصار الفروسية من شتى أرجاء العالم؛

مواطنو نورماندي؛


استشعر السحر هذه الليلة في هواء هذا المكان المميّز، بمروجه الخضراء ومزارعه الريفية ومنحدراته الجيرية البيضاء، برفقة أناس تنبض مشاعرهم لطفاً وحناناً، وتفيض أحاسيسهم بحب الخيول. في هذا المساء، نقف على مشارف فصل جديد من تاريخ رياضتنا؛ حيث تتراقص آمالنا وأحلامنا وتوقعاتنا مع نسيم عذب يزخر بعبق التاريخ المعقد والحافل لهذه المنطقة، ويهمس بوعود لقضاء لحظات لن تنسى ستُخطّ سطورها عمّا قريب.

يا له من فخر وشرف! أن أقف هنا بصفتي رئيس الاتحاد الدولي للفروسية كي أرحب بكم في بطولة العالم للفروسية للعام 2014 ... هنا في نورماندي، موطن الخيول.

يا له من شرف لنا جميعاً، رياضيين ومتفرجين ومنظمين سواسية، أن نجد أنفسنا جزءاً من تاريخ هذا المكان الملهم.

هذه أرض مونيه، ومونت سانت ميشيل، وروان، وحدائق جيفرني، وكامامبيرت، وكالفادوس؛ وبالطبع إنها موطن نسيج بايو. لقد كان هذا الملتقى التاريخي موطنًا للقبائل السلتية (الكيلتية) والغزاة الرومان والفرنجة والفايكنج والإنجليز والفرنسيين. ويتردد صدى الأسماء والأحداث المرتبطة بنورماندي عبر العصور، مثل يوليوس قيصر، وجان دارك، ووليام الفاتح، وإنزال النورماندي.

وخلال ذلك كله، ومنذ البداية تقريباً، كان الخيل جزءاً من حياة النورمان وثقافتهم. فقبل وصول الرومان بمئات السنين، عبد الكلت الإلهة ابونا، حامية الخيول. وغالبًا ما دفن الرجال والنساء مع خيولهم في رحلتهم إلى دار البقاء.

وقد ساعدت الخيول في تحديد معالم هذه المنطقة؛ حيث كانت الخيول تحمل الفرسان إلى المعركة، وتجلب المحاصيل إلى الأسواق، وتسلم البريد، وتجر العربات والأمتعة، وتوفر الحماية والصحبة، إضافة إلى كونها وسيلة نقل يمكن الاعتماد عليها.

ومع الوقت، ازدهرت نورماندي وأضحت منارة للتميّز في تربية الخيول، وظهرت فرنسا كرائد عالمي في رياضة الخيول. واليوم، تعدّ فرنسا الدولة الأكثر نشاطًا في الاتحاد الدولي للفروسية في ظل وجود أكبر عدد من الخيول والرياضيين المسجلين، وانعقاد العديد من مسابقات الاتحاد الدولي للفروسية فيها وبشكل أكبر من أي دولة أخرى، وعندما عادت بطولة العالم للفروسية إلى أوروبا، كان من الطبيعي أن تكون فرنسا هي قبلتها ومكان استضافتها.

نجتمع هنا لنتنافس ونشاهد ونحتفل. وهناك الكثير لنحتفل به حتى قبل أن نبدأ؛ فقد أصبحت رياضتنا أكثر شعبية من أي وقت مضى مع زيادة أعداد المتسابقين في الفعاليات الوطنية والدولية بشكل غير مسبوق. كما أننا نشهد ولادة مواهب جديدة في مناطق جديدة من العالم، ويعود الفضل في ذلك جزئياً إلى نجاح برنامج تضامن التابع للاتحاد الدولي للفروسية، وهو برنامجنا الإنمائي العالمي.

على مدار الأيام الستة عشر القادمة، سنشاهد الكثير من العروض المذهلة والملهمة في جميع التخصصات الثمانية للاتحاد الدولي للفروسية. كما ستسجل بطولة العالم للفروسية 2014 رقماً قياسياً جديداً للمشاركة، حيث ستضم 967 رياضياً و1113 حصاناً من جميع بقاع الأرض.

وبالأصالة عن جميع الحضور المتواجدين معنا هذه الليلة، وبالنيابة عن كل اللذين سيستمتعون بهذه البطولة السابعة لألعاب الفروسية من شتى أرجاء العالم، أود أن أشكر شعب نورماندي على الترحيب الحار بنا في هذه المنطقة الخلابة. كما أود أن أشكر مؤسسة بطولة العالم للفروسية وأولتيك (Alltech)، والعديد من المتطوعين الذين قدموا الكثير من وقتهم وطاقتهم، إذ لم يكن ممكنًا أن تقام هذه الألعاب لولاكم. وبالطبع، أود أن أشكر جميع الرياضيين الذين جاءوا إلى نورماندي سعياً لتحقيق أحلامهم.

أنتم في قمة رياضتنا، وقد اكتسبتم الحق للتواجد هنا من خلال عملكم الدؤوب والمتفاني.

مع اقترابكم من بدء المسابقات الفردية، أطلب منكم أن تتوقفوا للحظة واحدة للتأمل في الشعار الذي صمم خصيصًا لهذه الألعاب لعام 2014.

يشير الشعار إلى التناغم المقدس لعلاقة قوامها التقدير والاحترام بين الحصان والإنسان، إذ يعبر عن السرعة وخفة الحركة في بطولات العالم، ويذكركم بقدرتكم - باعتباركم صفوة الرياضيين - على الوصول إلى النهائيات وإلهام الناس في جميع أقطار الأرض. ويشير اللون الزمردي في الشعار إلى التلال المنحدرة للمنطقة السخيّة المستضيفة، في حين أن اللون الأبيض النابض الذي يتخللها يمثل قيم الإنصاف والشفافية الكامنة في جوهر الألعاب.

ما عليكم سوى إلقاء نظرة على هذا الشعار كي تتذكروا كل ما هو مقدس بشأن هذه المسابقة.

وسواءً كان الفوز حليفكم أو غير ذلك، ستكون هذه الألعاب بكل تأكيد من أبرز أحداث حياتكم المهنية. وإنني على ثقة بأنكم ستمثّلون رياضتنا بشكل جيد وتثبتوا أنكم أبطال حقيقيون.

وأتمنى لكم كل التوفيق.

هذه هي المرة الأولى في تاريخ بطولة العالم للفروسية التي يحضر فيها رئيس وزراء في حفل الافتتاح، ويشرفني ذلك حقاً. وإنه لشرف عظيم لي أن أدعو رئيس الوزراء ليعلن افتتاح دورة الألعاب لنا جميعاً.

-انتهى-