06 Sep 2014

منح صاحبة السمو الملكي الأميرة هيا وسام جوقة الشرف الوطني

معالي الوزير؛

السيدات والسادة البرلمانيين؛

السيدات والسادة المندوبون؛

السيدات والسادة ممثلو السلطات المدنية والعسكرية؛

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان؛

أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة؛

زملائي الأعزاء في اللجنة الأولمبية الدولية؛ السيد تسونيكازو تاكيدا والسيد طوني خوري؛

السيدات والسادة؛

أصدقائي الأعزاء؛

 

أتشرف بوجودي بينكم.

لهذا التكريم أهمية خاصة بالنسبة لي نظراً للروابط الممتدة لأمد بعيد بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة، روابط أقيمت على التزامات مشتركة بالحفاظ على السلام والعدالة الاجتماعية واحترام الكرامة للجميع. وأود أن أخص بالذكر هنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للفروسية، والذي يشارك معنا اليوم في هذا الحدث التاريخي.

ثمة علاقة متينة واستثنائية بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، فشعبانا يتشاركان أوجه الروابط على كل المستويات تقريباً؛ سواءً كانت اقتصادية أم ثقافية أم أكاديمية أم علمية أم لغوية.

نحن الشريك التجاري الأول لفرنسا في الشرق الأوسط برصيد يبلغ ثلث جميع الصادرات الفرنسية إلى المنطقة. وبالنظر إلى أمور أخرى خارج المنظور الاقتصادي والتجاري، فقد أسفر تعاوننا الثقافي والأكاديمي والفني عن بعض الشراكات المميزة والخاصة جدًا مثل السوربون واللوفر والمدرسة الوطنية للجسور والطرق وغيرها الكثير.

وعلى ضوء هذه المقدمة، ليس من المستغرب أن تُدرَّس لغتكم الفرنسية الجميلة في أكثر من 200 مدرسة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن يكون لدينا ثلاثة مقار لأليانسز فرانسيز. لذا، يتضح أن تلك العلاقة ستنمو وستزداد عمقاً وقوة لأن هنالك الكثير مما يجمعنا ويربطنا معًا.

إننا نشترك في القيم والآراء تجاه العالم، فكلانا يؤمن بأهمية تعزيز السلام في الشرق الأوسط، وقد تعاوننا معًا لتحقيق ذلك. كما أننا نتفق في قناعتنا حول قوة الشراكات؛ وعلى الرغم من أننا فريدين كل بطريقته، إلا أننا سنتمكن من إحراز التقدم الحقيقي فقط من خلال التكاتف والتآزر المشترك.

وبينما نواجه تحديات أكثر تعقيداً،تتخطى الحدود الوطنية والتقليدية، فقد أصبحت هذه الروابط أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقد قال زوجي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن: "التفكير المترابط هو أفضل السبل للتقدم والتعايش السلمي الناجح وسط الأجيال القادمة".

وعلى وجه التحديد، إن هذه الروابط ونقاط الالتقاء بين الناس والأفكار هي التي أسهمت في نجاح دبي، وهي التي شجعت الأعضاء الدوليين في باريس على انتخاب دبي وبأغلبية ساحقة لاستضافة المعرض العالمي في العام 2020.

وفي عصر العولمة هذا، وحيث يتشابك مصيرنا دوماً، لا يمكن تحقيق التقدم إلا من خلال تبني رؤية التواصل بناءً على هدف والتزام مشترك.

ولتحقيق هذا الهدف، سيكون معرض إكسبو دبي 2020 منصة تواصل للمساعدة في ريادة شراكات جديدة من أجل حلول مستدامة وعادلة ,طويلة الأجل للجميع. إننا في دبي ملتزمون بأداء دورنا في مجتمع الأمم العالمي جنبًا إلى جنب مع شركاء وأصدقاء مثلكم.

لقد جالت جميع هذه الروابط والأفكار في خاطري منذ أن علمت بالقرار الذي جاء بي إلى هنا اليوم.

ولذا أقف أمامكم، وأقبل هذا التكريم بكل تواضع، مع علمي بأنه ليس لي حقاً حتى أقبله.

فكل ما أنجزته في حياتي، وفي كل مجال من أعمالي، قد تم إنجازه بإلهام من والدي، صاحبي الجلالة الملك الراحل الحسين والملكة الراحلة علياء، وبمساعدة مباشرة من كثيرين آخرين. ويتصدر تلك القائمة زوجي، صاحب السمو الشيخ محمد، الذي كانت رؤيته للقيادة والتفاني في الخدمة العامة بمثابة دليل لي اهتدي به.

وهناك العديد والعديد ممن يستحقون هذا التكريم معي.

أقبل هذا التكريم نيابة عن زملائي في الاتحاد الدولي للفروسية، وكل من ساهم في نجاح بطولة العالم للفروسية لعام 2014 في نورماندي، بما في ذلك 3000 متطوع فرنسي والشعب الرائع في هذه المنطقة الذين رحبوا باستقبال عالم الفروسية على أرضهم.

كما أنني أقبل هذا الوسام بالنيابة عن عمال الإغاثة الإنسانية المخلصين ممن ألتقي بهم في أسفاري بدوري كمبعوثة للسلام للأمم المتحدة، ونيابة عن الإيثاريين العاملين في الرعاية الصحية من منظمة أطباء بلا حدود، والعاملين الإنسانيين من برنامج الأغذية العالمي، ونيابة عن الكثيرين غيرهم ممن يقدمون يد العون للمحتاجين ولفترات طويلة بعد عودتي إلى راحة منزلي.

أقبل هذا التكريم وأنا أعرف حق المعرفة أنني لم أفعل سوى القليل للحصول عليه، ولكنني أُلهمت لفعل المزيد حسب مقدرتي المحدودة للدفاع عن مستقبل أكثر إنصافاً وأكثر تعاطفاً وأكثر سلماً.

مع خالص امتناني وتقديري.

وشكراً لكم.

-انتهى-